responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 570
غُثاءً اى كالغثاء التي يسيل بها الماء وهي الزبد والخشائش التي يذهب بها الماء وقت سيلانه فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وبعد ما صاروا كذلك قيل في حقهم قد بعد بعدا وطردا للقوم الخارجين عن مقتضى أوامر الله ونواهيه النازلة منه سبحانه على ألسنة أنبيائه ورسله
ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ بعد انقراضهم وانقضائهم قُرُوناً آخَرِينَ يعنى قوم صالح ولوط وشعيب وغيرهم من الأمم الهالكة المستهلكة على الكفر والعناد بسبب تكذيب الرسل والكتب وبالجملة قد أهلكنا كلا منهم فرادى
بحيث ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها اى ما تستعجل وتستقدم امة منهم أجلها الذي قد عيناه لإهلاكهم وقدرنا هلاكهم فيه وَما يَسْتَأْخِرُونَ ايضا اى لا يسع لهم لا الاستقدام ولا الاستئخار في المدة المقدرة المعينة لهلاكهم
ثُمَّ بعد ما انقرضوا قد أَرْسَلْنا ايضا رُسُلَنا على المنحرفين عن جادة توحيدنا المصرفين عن مقتضى سنتنا وحكمتنا تَتْرا متواترة متتالية بلا تخلل فترة بينهم بحيث كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها لإصلاح حالهم واعتدال أخلاقهم وأعمالهم كَذَّبُوهُ وأنكروا له وظهروا عليه بالمقاتلة والمشاجرة فأهلكناهم واستأصلناهم بسبب تكذيبهم وانكارهم وبالجملة فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً بالهلاك اى أهلكناهم متتابعين بعضهم بعد بعض الى حيث طهرنا الأرض عن خباثتهم وقساوتهم وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ اى قد صيرناهم حكايات وقصصا يسمر بها السامرون ويعتبر المعتبرون عما جرى عليهم ويقال في حقهم بعد استماع قصصهم على سبيل العدة فَبُعْداً اى طردا وحرمانا ومقتا وخذلانا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بالله ولا يصدقون رسله وجميع ما جاءوا به من عنده سبحانه من المعتقدات المتعلقة بالنشأتين
ثُمَّ بعد انقراض أولئك الحمقى الهلكى قد أَرْسَلْنا مُوسى وَقرنا له أَخاهُ هارُونَ ليكون ردأ له ووزيرا عنده مؤيدين بِآياتِنا الدالة على كمال قدرتنا ومتانة صنعتنا وحكمتنا لتكون معجزة لهما خارقة للعادات صادرة عنهما ملزمة لمن يقابلهما وَمع ذلك قد قويناهما بورود سُلْطانٍ مُبِينٍ برهان عقلي مبين ومعجزة ساطعة منا
إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ واشراف قومه فبلغ الموحى به إليهم واظهر الدعوة عندهم فَاسْتَكْبَرُوا عن قبولها عنادا وعتوا وَهم قد كانُوا في أنفسهم وحسب زمانهم قَوْماً عالِينَ متجبرين متكبرين بحيث قد ترقى امر فرعون في العتو والاستكبار الى ان ادعى الربوبية والألوهية لنفسه
فَقالُوا بعد ما سمعوا منهما ما سمعوا من الايمان بالله والدعوة الى توحيده والإتيان بالأعمال الصالحة والامتثال بالأوامر والاجتناب عن النواهي المنزلة في التورية متشاورين بينهم مستبعدين عن أمرهما متهكمين معهما قائلين أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ اى لهذين البشرين ونقبل منهما قولهما مع كونهما مِثْلِنا في البشرية بلا مزية لهما علينا لا بالمال ولا بالكمال وَلا بالنسب ايضا إذ قَوْمُهُما الذين قد انتشئا منهم لَنا عابِدُونَ الى الآن ونحن أربابهم مسلطون عليهم وبالجملة كيف ننقاد ونؤمن بهما بلا شرف فيهما لا حسبا ولا نسبا
فَكَذَّبُوهُما أشد تكذيب وأنكروا عليهما آكد انكار ونسبوا عموم ما أتيا به من الحجج والمعجزات الى السحر والشعبذة وبالجملة قد خاصموا معهما أشد الخصومات فَكانُوا بالآخرة بسبب انكارهم وتكذيبهم وإصرارهم مِنَ الْمُهْلَكِينَ المستأصلين بالإغراق في بحر قلزم او النيل
وَاذكر يا أكمل الرسل لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى من كمال كرامتنا ولطفنا معه الْكِتابَ اى التورية الجامع لإصلاح الظاهر والباطن لَعَلَّهُمْ اى قوم موسى يَهْتَدُونَ به الى مقر التوحيد وهم ما آمنوا به وبكتابه وما كانوا مهتدين

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 570
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست